حادث مروع في أبين، ونار تلتهم الأجساد، وصمت يلتهم المسؤولية
حدث اليوم - كتب - الدكتور فوزي النخعي
في حادث مأساوي هو الأول من نوعه في محافظة أبين، التهمت النيران باص النقل الجماعي التابع لشركة صقر الحجاز بعد اصطدامه المروع في منطقة العرقوب، ليرحل جميع من كانوا على متنه في لحظات مأساوية تجمد لها القلب.
إنه حادث ليس كغيره، فهؤلاء الركاب كانوا عائدين من المملكة العربية السعودية، من غربتهم الطويلة، بعد أن تركوا أبناءهم وأسرهم بحثًا عن لقمة العيش، لكن القدر نسج نهايتهم في طريق العودة إلى أرض الوطن، ليتحول حلم اللقاء إلى لهيبٍ أحرق أجسادهم قبل أن تكتمل فرحة الوصول.
تخيلوا أربع ساعات كاملة من الاحتراق والصراخ والنار وهي تلتهمهم رويدًا رويدًا، دون أن تمتد يد نجدة أو سيارة إطفاء أو إسعاف، الصرخات التي سمعناها، لم تُسمعها الجهات الأمنية، ولا نقاط الجيش المنتشرة على طول عقبة العرقوب، تلك النقاط التي لا تتردد في تحصيل الجبايات والملايين يوميًا، لكنها عجزت عن توفير سيارة إطفاء واحدة أو خدمة طوارئ تُنقذ أرواح الناس.
من الساعة الثالثة فجرًا وحتى السابعة صباحًا، ظلت النيران مشتعلة تلتهم الأرواح البريئة، قبل أن تُنقل الجثامين المتفحمة إلى ثلاجات المستشفيات القريبة والبعيدة، أربع ساعات من الألم، والخذلان، والإهمال، واللامسؤولية.
أين المحافظ؟ أين السلطات المحلية؟ أين الأمن والدفاع المدني الذي لا وجود له في أبين إلا على الورق؟
إلى متى سيستمر هذا الاستهتار بأرواح الناس؟
رحم الله من قضى في هذا الحادث الأليم، وشفا الله الجرحى، ولا عزاء لأولئك المتخاذلين الذين تركوا النار تلتهم أبناء الوطن دون أن يتحرك لهم ضمير.
ودمتم سالمين









