إيقاع الذاكرة... شهادات من رفاق جوهرة الطرب بدوي زبير..لقاء خاص مع الإيقاعي صالح سالم الزبيدي

إيقاع الذاكرة... شهادات من رفاق جوهرة الطرب بدوي زبير..لقاء خاص مع الإيقاعي صالح سالم الزبيدي

حدث اليوم/خاص 

في إطار سلسلة اللقاءات التوثيقية التي تجريها منصة حدث اليوم الإخبارية لتسليط الضوء على سيرة الفنان الراحل أحمد يسلم زبير المعروف فنيًا باسم بدوي زبير، نستضيف اليوم أحد رفاق دربه الفني، الإيقاعي المعروف الأستاذ صالح سالم الزبيدي، الذي رافق بدوي زبير في العديد من المحطات الفنية وكان شاهدًا على لحظات تألقه ومراحل تطوره.

في هذا اللقاء نستعرض شهادته حول تلك الرحلة الفنية والإنسانية التي جمعتهما، ونكشف عن جوانب لم تُروَ بعد من حياة هذا الصوت الحضرمي الفريد.

بداية العلاقة الفنية

بدأت علاقتي مع أخي ورفيق دربي بدوي زبير عندما جاء إلى فرقة رعاية الشباب الموسيقية التابعة للتربية والتعليم بمديرية سيئون لاختيار مجموعة من العازفين، وكنت من بين من اختارهم كعازف طبلة. تكررت اللقاءات لاحقًا حيث اختارني عازفًا رسميًا ضمن فرقة الثقافة والفرقة المصاحبة له في المخادر. كل العازفين كانوا يتغيرون، إلا أنني كنت دائمًا معه في كل المخادر بسيئون وتاربة وساه وتريم. كنت أيضًا أتولى استلام أجرة المخدرة وتوزيعها حسب الاتفاق المسبق بيننا.

أسلوبه في التعامل

كان تعامله ممتازًا للغاية، يتعامل بروح الأخ الأكبر، يلتفت إلى الشخص بعين حادة دون الحاجة لرفع صوته. كان يحترم الجميع ويمنح كل فرد مساحته.

الحضور والصوت

تميّز باختياراته الغنائية، حيث يبدأ بالدان ثم العواديات ذات الإيقاع الرزين، فالمحضاريات، فاللون البدوي، ثم الشرحي واللحجي. كان يلبي طلبات الجمهور ويؤدي أغنية العريس حتى موعد الحناء. صوته كان مميزًا، وكان الجمهور يلقبه بخليفة الفنان محمد جمعة بلا منازع.

محطات لا تُنسى

كانت لنا رحلات مشتركة إلى عدن للمشاركة في مهرجان الأغنية، حيث تألقت فرقة الثقافة بسيئون، خاصة بأغنيتي "يا هيلاماليا" و"مرسال لبيك يا تاج اليمن" من كلمات المرحوم محفوظ باحشوان. تردد صدى الأغنيتين في كل استريو بعدن. كما شاركنا في رحلة فنية إلى إثيوبيا مع فرقة الرقص الشعبي، وقدمنا عروضًا غنائية ورقصات شعبية نالت إعجاب الجمهور.

أدواته وتفاعله مع النقد

كان يعزف على عدة آلات موسيقية، وتجد في حفلاته المزمار، الهاجر، المراويس، الناي، الأورج، القانون، والعود. كان يتقبل النقد بصدر رحب، خاصة من العازفين، ويأخذ الملاحظات بجدية.

تأثيره على الساحة الفنية

تأثيره واضح وجلي، وحتى اليوم لم يملأ أحد الفراغ الذي تركه أبو صالح. كان مصدر إلهام للعديد من الفنانين.

سر شهرته

شهرته كانت نابعة من بساطته وشعبيته بين الناس، سواء في الساحل أو الوادي. كان طيب المعشر، متعاطفًا مع الفقراء، محبًا لوطنه، وصاحب صوت مميز لا يُنسى.

علاقته بزملائه

علاقته بالفنانين كانت ممتازة. خلال البروفات الليلية في مقر الفرقة بالقصر، كان يحرص على إشراك الجميع، ويختار من يسهر معه كل ليلة بالتناوب حتى لا يُقصي أحدًا. كان يتعامل مع الجميع بحسب تعاملهم معه، وهذه طبيعة الفنان الحقيقي.

وصفه بكلمة

جوهرة لا تُملّ أبدًا، لأنه كان فنانًا متجددًا، لا تمل من صوته ولا من حضوره.

مشاركاته خارج حضرموت

كما ذكرت، كانت مشاركاتنا في مهرجان الأغنية بعدن من أبرز المحطات. صوته كان مميزًا، لا يتأثر بالسهر، وكان قادرًا على أداء مختلف الألوان الغنائية بكفاءة عالية.

لحظة الفقد

خبر وفاته كان كالسهم في قلبي. تجمدت في مكاني، لا أصدق ما قرأت، ثم قلت: الحمد لله، كل نفس ذائقة الموت، إنا لله وإنا إليه راجعون. بعد وفاته، اعتزلت الطرب تمامًا، ولم أعد أستمع إلا لبدوي زبير وعمر هادي بريك وسعيد بريك، مع احترامي لكل من في الساحة.

شهادة للتاريخ

وفي هذا السياق، أقولها صراحة ودون مجاملة: إن بدوي زبير كان يأخذ ثلاثة أقسام، قسمين له كعازف وفنان، وقسم إيجار السيارة، وما تبقى أوزعه بين العازفين. أما اليوم، فقد أصبح الطرب بيعًا وشراء، لا تذوقًا للألحان، ولا استمتاعًا بالكلمات وأداء الفنان، ولا مراعاة للمواطن. أما بدوي، فكان يتخلى عن حقه لصالح المواطن، وأوزع الباقي على العازفين. وهذه شهادة لله.

منصة حدث اليوم الإخبارية

قسم التحرير

حسين علي المحرمي

سالم أحمد خراز

18نوفمبر 2025م