الإعلامي عبدالرقيب السنيدي… من خندق النضال إلى فراش الألم يكتب بصمت فصلاً جديداً من المعاناة
حدث اليوم/بقلم/فهد حنش ابوماجد
يُعد الأستاذ عبدالرقيب السنيدي واحداً من أعمدة الإعلام الجنوبي، ورجلاً صاغ وعياً جميعاً ظل حاضراً في كل تفاصيل القضية الجنوبية. كان السنيدي حارساً أميناً للذاكرة الوطنية، وسيفاً مسلولاً في وجه التضليل، فحين كانت الحقيقة تُحاصر كان صوته يفك أسرها، وحين كانت الظلمة تتمدد فوق الصدور كانت كلماته تُشعل الفجر من رحم اليأس.
لم يكن السنيدي مجرد ناقل للأحداث، بل كان منبراً صادقاً يصدح بالحق من قلب المعاناة، وقلماً لا يعرف الكسر مهما اشتدت العواصف. حمل همّ وطنه في حدقات عينيه، ولم يخفُ صوته، فكانت عدسته عين الجنوب التي لا تغفو في الساحات وجبهات النضال، وكان حضوره الإعلامي صافرة إنذار تُحذّر من تزوير الواقع وتغييب صوت الشعب، فأسس أرشيفاً ضخماً من الوثائق التي تعد كنزاً لمسيرة الشعب الجنوبي النضالية.
غير أن الرجل الذي وقف طويلاً ليُوثّق آلام الآخرين وصمودهم، يجد نفسه اليوم في أقسى معاركه.. معركة لا تُسمع فيها أصوات البنادق، بل آهات ألمٍ يمزق الجسد.
فقد أصيب المناضل عبدالرقيب السنيدي بانزلاق غضروفي حاد أقعده على سرير المرض يستدعي عملية جراحية عاجلة خارج الوطن تجنبه إعاقة دائمة لا قدر الله.
وفي هذه اللحظة المفصلية نتذكر قوله تعالى:
﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.
ومن هذا المنطلق نرفع نداءنا العاجل إلى:
القائد الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
وإلى القائد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي نائب رئيس المجلس الانتقالي
وإلى الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي
بأن يمنحوا هذا الإعلامي الرعاية، والوقوف في صفه وتبني علاجه والتوجيه بتسفيره للعلاج، فتمكينه من إجراء العملية الجراحية ليس مجرّد إنقاذ لحياته، بل هو وفاءٌ لتاريخه، ورسالة للعالم بأن الجنوب لا يتخلى عن رجاله الذين صنعوا أمجاده.
إن الإعلامي المناضل عبدالرقيب السنيدي لم يتأخر يوماً عن نداء الوطن، واليوم ينتظر قيادة الوطن أن لا تتأخر عنه، فإنقاذه هو إنقاذٌ لصوت الحقيقة، ولضمير الجنوب، ولذاكرة ستظل شاهدة على زمنٍ لم يتخلى فيه الإعلامي عن قضيت، ولم تتخلى قيادة الوطن عن المناضلين.









