الجنوب يحيي ذكرى الاستقلال بفعاليات حاشدة تؤكد اقتراب الدولة المنشودة
حدث اليوم
يستعد شعب الجنوب للاحتفاء بالذكرى الـ58 للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، ذلك اليوم الذي طوى فيه الجنوبيون صفحة الاستعمار البريطاني، وافتتحوا مرحلة جديدة من تاريخهم بإعلان ميلاد دولتهم المستقلة.
وتأتي ذكرى هذا العام 2025 بطابع خاص، في ظل حراك وطني متصاعد يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، ومع تحولات سياسية إقليمية ودولية أعادت القضية الجنوبية إلى واجهة النقاش وصدر الاهتمام.
فعاليتان مركزيتان تحملان دلالات وطنية
من المقرر أن يشهد الجنوب يوم الأحد القادم فعالية جماهيرية كبرى في مدينة سيئون بوادي حضرموت، إلى جانب احتفال كرنفالي واسع في العاصمة عدن. ويُتوقّع أن تسجل الفعاليتان حضوراً سياسياً وشعبياً ضخماً يجسد حجم الالتفاف حول مشروع “الاستقلال الثاني” واستعادة الدولة.
الاستقلال… ذاكرة لا تخبو
لا تمثل الذكرى الـ58 حدثاً تاريخياً مجرداً، بل محطة لإحياء ذاكرة كفاح طويلة خاضتها الأجيال الجنوبية وصولاً إلى التحرر الأول. وتكتسب المناسبة هذا العام أهمية إضافية، مع استمرار التحديات السياسية والعسكرية التي تجعل من استحضار الاستقلال رابطاً وجدانياً يعزز الهوية ويجدد الالتزام بالمشروع الوطني.
سيئون وعدن… رسائل في اتجاه واحد
اختيار مدينة سيئون لإقامة إحدى الفعاليات الرئيسية يحمل دلالات سياسية واضحة، خصوصاً مع ما شهدته المنطقة من تناقضات بين تطلعات أهلها والواقع القائم منذ سنوات. ويؤكد تنظيم الفعالية أن الجنوب بكل محافظاته يقف على موقف واحد، وأن إرادة أبنائه تتجه نحو مستقبل مستقل بعيداً عن مشاريع الهيمنة.
وفي عدن، ستقدم الفعالية الكرنفالية مشهداً وطنياً يعكس روح الفرح والانتماء، ويسلط الضوء على التلاحم الشعبي المتجدد عاماً بعد آخر.
قيادة تصنع الحاضر وتخطط للمستقبل
منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تحولت المناسبات الوطنية إلى منصات سياسية تُظهر وحدة الصف الجنوبي وتفعّل التواصل مع المجتمع الإقليمي والدولي. ويبرز دور الرئيس عيدروس الزُبيدي في تحويل هذه المحطات إلى رسائل واضحة تعزز تماسك الجبهة الداخلية وتدفع نحو تثبيت الحضور الجنوبي على طاولة الحلول.
مشروع الاستقلال الثاني… من الشعار إلى الواقع
تنعقد هذه الذكرى فيما يمضي مشروع الاستقلال الثاني بخطوات ثابتة، مدعوماً بحضور سياسي قوي للمجلس الانتقالي في مفاوضات السلام، ورؤية لبناء مؤسسات دولة جنوبية حديثة. وتشكل فعاليات سيئون وعدن دليلاً على أن هذا المشروع بات إرادة شعبية واسعة لا يمكن تجاهلها.
إرادة جنوبية لا تتراجع
لم تعد ذكرى الاستقلال مجرد احتفال، بل مناسبة لتأكيد أن الجنوبيين ماضون في مسار استعادة دولتهم مهما واجهوا من تحديات. والحشود المنتظرة في سيئون وعدن تحمل رسالة واضحة: الجنوب اليوم أكثر وحدة وثقة، ومشروعه الوطني أقرب من أي وقت مضى.
ختاماً… رسائل نوفمبر
تحمل الذكرى الـ58 للاستقلال رسائل تمتد من الماضي إلى المستقبل: تذكير بتضحيات الكفاح الأول، قراءة لواقع اليوم، وإصرار على صناعة غدٍ يكون فيه الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة، تقودها إرادة شعبية تعرف ما تريد وتسير خلف قيادة ثابتة البوصلة.









