الإعلام الإخواني وتوظيف المعاناة: لماذا يتناسى تهامة ويدعو بحق حضرموت؛ بهدف تمزيقها واستباحة ثرواتها؟
بقلم: د. أمين العلياني: أرشيف الكاتب
في مشهد يتكرّر بنَفَسٍ مريب، يطلّ علينا الإعلام الموالي للتنظيم الدولي الإخواني الإرهابي بحزمة جديدة من الدسائس، مغلفة بلغة الدفاع عن حق حضرموت جنوبًا، فيما قلبه مملوءٌ بسموم التفتيت وغايات التشظي وتمزيق النسيج الاجتماعي بحضرموت.
إنها لعبة خطيرة تتجاوز حدود التضليل الإعلامي العابر إلى فضاء التخطيط الاستراتيجي؛ لتقويض الكيانات المجتمعية الراسخة، خدمةً لأجندات خارجية ومشاريع إرهابية تتنفس برئة المليشيات الحوثية وخدمة لأهدافها لتظل حضرموت تحت وطأة الهيمنة الزيدية المتمردة وحجة الدفاع عن الوحدة.
فبينما ترزح تهامة تحت وطأة عقود من الاضطهاد الممنهج، والنهب السافر للممتلكات، واستباحة الأرض والعرض من قبل المليشيات الحوثية الزيدية المتطرفة، غير أن إعلاهم يصمّ آذانه عن صرخات المظلومين، ويغضّ بصره عن مآسي يومية تُذيب القلب الحجر ليس في تهامة وحدها فقط بل الشمال كله.
إنه تناسٍ مقصود، بل جريمة صمتٍ تُرتكب بحق أشقائنا في الشمال الذين يُكافحون من أجل هواء الحرية وأنس الحياة الكريمة. فلماذا هذا التجاهل المريب لمعاناة حقيقية، دماؤها سائلة وأشلاؤها متناثرة على مرأى العالم؟
الإجابة تكمن في الخلفية الخبيثة لذلك التنظيم وأذرعه الإعلامية؛ فهي لا تبحث عن الحقيقة، ولا تنشد العدالة، بل تتحرّك وفق بوصلة الفتنة التي رسمتها قيادات التنظيم الإخواني بالتخادم مع المليشيات الحوثية وخدمة للأهداف المشتركة ويكون الهدف ليس توثيق المأساة، بل استغلال الجغرافيا السياسية لشق الصف الجنوبي الموحّد، وخلق بوادر فتنة في مجتمع حضرموت الأصيل، الذي ظلّ نسيجه الاجتماعي عبر التاريخ صامدًا بجنوبيته في وجه عواصف التفتيت وصحاري التمزيق، وتلك محاولة يائسة لزرع الشك، وتفريق الكلمة، وتشتيت الجهود التي يبذلها التحالف العربي لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ككل ليكون نسبجًا عربيًّا بعيد عن شيطنة الإخوان واطماع الفرس.
إن هذا الإعلام الإخواني والسّروي– بنبرته المثيرة وألفاظه المسمومة – يحاول تحويل حضرموت من قلعة للتماسك الوطني إلى ساحة لتجاربهم التخريبية.
إن غاية هذا الإعلام الإخواني والمغردين السروريين المتناسق معه يقدّم بوعي تام، خدمة مجانية للمليشيات الحوثية، محاولًا إشعال موسيقى التفرقة بينما يغرق الحوثي في بحر من جرائمه في تهامةومحاقظات الشمال اليمني كافة.
إنه فصل مُقصّى من مسرحية كبيرة، حيث يلعب الإخوان دور الحاضر الغائب في معركة الدفاع عن المظلومين في حضرموت، بينما هم في الحقيقة مهندسو الغيبوبة الإعلامية التي تطال المناطق الأكثر معاناة وتستغل تلك المعاناة لأهداف إرهابية ذاتية مفززة.
ولهذا، نتوجه بتحذير واضح إلى أبناءنا في حضرموت الأبية الذين يقعون تحت وطأة هذه التأثير الإعلامي الإخواني وهم قلة: إن هذا التنظيم وأدواته الإعلامية لا يريدون لكم حقًا، ولا يبتغون لكم قوة أو تماسكًا في كل ما يريدونه هو تحويلكم إلى وقود لفوضى تخدم مشروعهم السياسي الهش، وتشتيت جهود التحالف العربي، وإضاعة الوقت والطاقة في صراعات جانبية، بينما العدو الحقيقي يشدّد قبضته على أرحام تهامةومحافظات الشمال اليمني ويهدد الجميع؛ فهؤلاء يستخدمون معاناتكم كورقة مساومة، وكمادة خام لتزييف الوعي وخلق واقع افتراضي من الشقاق.
ختامًا، فإن التنظيم الإخواني الإرهابي بإعلامه المضلّل، يكرّس نفسه كأداة في يد أعداء الجنوب واليمن ككل. فليكن شعارنا جميعًا: اليقظة أمام دعاوى التفرقة، والوحدة في مواجهة مشاريع التمزيق، والعدالة الشاملة التي لا تُغفل مأساة تهامة ولا تتنازل عن تماسك حضرموت؛ فلنرفض معًا هذه القذارة الإعلامية، ولنواصل الطريق نحو تحرير كل شبر من الأرض، وإنصاف كل مظلوم، تحت مظلة دولة النظام والقانون التي تحفظ للجميع كرامتهم وأمنهم وهي دولة الجنوب العربي المنشودة في أدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي وأهدافه ومضامين ميثاق شرفه الوطني.









