عيدروس الزُبيدي… قائد حمل مشروع وطن واستنهض إرادة شعب.
فضل القطيبي - حدث اليوم
في لحظة تاريخية فارقة مرّ بها الجنوب، برز اسم القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بوصفه أحد أهم الرموز الوطنية التي أدركت مبكرًا حجم التحديات، ووعى ضرورة امتلاك مشروع سياسي واضح يعيد للشعب الجنوبي مكانته وحقه في تقرير مصيره. لم يكن الزُبيدي مجرد قائد عابر في مشهدٍ مضطرب؛ بل رجلًا حمل همَّ وطنه على كتفيه، ومضى بثبات نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها على أسس حديثة وعادلة.
آمن الزُبيدي بأن الشعوب تصنع مستقبلها بإرادتها ووحدتها، ولذلك تمسّك بثوابت القضية الجنوبية، وعمل على تحويلها من مطالب متفرقة إلى مشروع وطني واضح يرتكز على رؤية سياسية مدروسة، تضع الجنوب على مسار الدولة الفيدرالية العادلة القائمة على الشراكة والعدالة والقرار الوطني المستقل.
لم يتعامل الزُبيدي مع القضية الجنوبية كشعار أو مجرد عاطفة، بل كقضية دولة يجب أن تُبنى على مؤسسات قوية ودستورية، دولة تحمي الحقوق وتصون الكرامة وتحتضن أبناءها جميعًا. وبقيادته تحوّل الحلم الجنوبي إلى مسار عملي يستند إلى الإرادة الشعبية، وإلى بناء هياكل مؤسسية قادرة على إدارة الأرض والدفاع عنها وتعزيز الحضور الجنوبي في المعادلة السياسية.
وجمع الزُبيدي بين الثبات في الميدان والحكمة في السياسة؛ فوحد الصف الجنوبي، وعزّز دوره في الشراكة مع التحالف العربي بما يخدم أمن المنطقة واستقرارها، ورفع مكانة الجنوب كقوة فاعلة في محيطه الإقليمي. وما يميز رؤيته أنها تتجه نحو المستقبل، إدراكًا منه بأن استعادة الدولة لا تقوم بالقوة وحدها، بل ببناء الإنسان وتطوير الجيش والأمن وتفعيل مؤسسات العمل الوطني.
إن القائد عيدروس الزُبيدي ليس مجرد شخصية سياسية، بل حامل مشروع وطني كبير استطاع أن يختصر آمال الملايين، ويحوّل التضحيات الجنوبية إلى طريق واضح نحو الدولة المنشودة. وبين الالتزام بالثوابت والرؤية التي تتجه نحو الغد، يمضي ومعه شعب الجنوب نحو مرحلة جديدة تليق بتضحيات وطن وطموح أمة.









