أهم الأحداث والوقائع التي هيأت إنطلاق ثورة اكتوبر وضمان انتصارها
حدث اليوم - درع الجنوب
شكلت الإنتفاضات الشعبية والقبلية المسلحة والحركات النقابية والعمالية التي ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين ممهدات مشجعة لإنطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة التي توجت بطرد الإستعمار البريطاني من وطننا الجنوب، وكان للمد الثوري العربي الذي احدثته الثورة المصرية وما قدمته من دعم للثورات التحرر منها ثورة 14 أكتوبر دوراً بارزاً، غير ان التطورات التي شهدها الفعل والعمل الثوري في الداخل الوطني الجنوبي كانت أحد أهم مقومات إنطلاق الثورة وضمان إنتصارها.
في هذا السرد التاريخي نورد أهم الأحداث والوقائع للعمل الوطني الثوري السلمي والمسلح الذي سبق إنطلاق ثورة اكتوبر المجيدة والتي إستطاعت تأطيره وانضاجه في سياق ثورة منظمة وتحت قيادة تنظيم موحد ، وكسبه الإستمرارية والصمود والتطور والتغلب على السياسات المستعمر البريطاني.
مارس 1956: تأسيس المؤتمر العمالي في عدن، وهو اتحاد ضم 26 نقابة عمالية ومهنية، تولى قيادة الحركة العمالية في عدن والمطالبة بحقوقها.
في مارس 1956 : شهدت عدن حوالي 30 إضراباً عمالياً اذ كانت الحركة العمالية والطلابية.
في يونيو من العام نفسه : قام الثوار في بيحان محافظة شبوة بالهجوم على المركز الحكومي، وشكل هجومهم تصعيداً ثوريا ارعب جيش الإحتلال وزاد من ردود فعله الدموية.
في أكتوبر/تشرين الأول 1956، ورداً على العدوان الثلاثي الفرنسي الاسرائيلي البريطاني على مصر شهدت مدينة عدن وحواضر الجنوب مسيرات وتظاهرات غضب حاشدة وامتنع عمال ميناء عدن من افراغ سفن فرنسية وبريطانية، وعلى اثر ذلك ازدادت وتيرة العمل الوطني التحرري الجنوبي، ضد الإستعمار البريطاني في عدن وحضرموت وشبوة والمهرة ولحج وغيرها من مدن الجنوب فيما تشهد المناطق الريفية اعمال فدائية ومواجهات مع قوات الاحتلال.
في عام 1957 ازداد الزخم الثوري السلمي وكذا العسكري على شكل اغارات وكمائن كان ينفذها ثوار الجنوب.
في فبراير 1957 شهدت ما كانت تسمى بالمحميات الغربية أكثر من خمسين حادثة او في الأحرى عمل فدائي مسلح، معظمها إطلاق نار على المراكز البريطانية ودورياتها ومعسكراتها ، في كلٍ من ردفان وحالمين والضالع.
في 24 فبراير 1957 نصب (16) رجلاً من قبيلة الأزارق كميناً لدورية عسكرية بريطانية تتكوّن من 22 فرداً من أفراد قوات الكاميرون مايلاندر أسفر عن مقتل اثنين من الدورية وإصابة ستة بجروح، وكان رد القوات البريطانية حصار المنطقة الممتدة من جبل المعفاري الى بلاد المحرابي وحضر التجوال فيها لاكثر من سبعة اشهر .
في أغسطس من العام نفسه: بدأت انتفاضة قبيلة الشعار في إمارة الضالع ، فتضامن معهم أبناء القبائل الأخرى، و عند مرور القوات العسكرية الخارجة من عدن عبر لحج لقمع تلك الانتفاضة وزعت منشورات في لحج، تدعو أفراد جيش الليوي والحرس الحكومي إلى الثورة والهروب من الخدمة العسكرية، وتمّ رمي تلك القوات أثناء مرورها بلحج بالحجارة.
كما انتفضت قبائل بيحان و دثينة وقامت القوات البريطانية باعتقال العديد من الثوار وصادرت الممتلكات.
في عام 1958 رفض سلطان لحج علي عبد الكريم الإنضمام إلى اتحاد الإمارات للجنوب العربي ، فأرسلت بريطانيا في أبريل 1958م 4000 جندي تدعمهم الأسلحة الثقيلة واحتلت السلطنة، تحت مبرر اكتشاف مخازن للأسلحة والذخائر.
في 22 أبريل 1958 : قامت قبائل الشاعري والدكام والحميدي والأحمدي والأزرقي والمحاربة وجحاف وبني سعيد وحالمين وردفان باحتلال مركز السرير في جبل جحاف بقصد السيطرة عليه.
في يافع السفلى؛ نشب خلاف بين السلطان محمد عيدروس والبريطانيين على أسعار القطن الذي كانت تتحكم به السلطات البريطانية، فعملت بريطانيا على عزل السلطان محمد عيدروس الذي قاوم الإجراءات البريطانية.
استمرت العمليات القتالية بين السلطان العيدروس وقوات الاحتلال البريطاني من فبراير 1958 إلى أبريل 1961.
استخدمت القيادة العسكرية البريطانية كل وسائل التدمير ضد قوات السلطان بما فيها الطيران الذي دمر تدميراً كاملاً معقل السلطان محمد عيدروس في قلعة (القارة) الحصينة في يافع.
في 19 يوليو 1958: اندلعت اتنفاضة قبائل سيبان و المناهيل في حضرموت ، واستقدمت سلطات الاحتلال البريطاني لقمعها قوات من افريقيا اضافة إلى قواتها.
في مارس 1959 اجبرت قبائل الربيزي في العوالق القوات البريطانية على الانسحاب من المراكز العسكرية التي أقاموها في العوالق، فقامت القوات البريطانية بقصف مناطق تلك القبائل بواسطة الطيران ما أدى إلى استشهاد عدد من الثوار وأحرقت المزارع، وأبيدت المواشي وتشردت الأسر ولجأ الثوار إلى الجبال لمواصلة المقاومة.
خلال الفترة من 1956 – 1958 شهدت الانتفاضة (الثورة الجنوبية) وفي كل انحاء الجنوب تصعيداً مهد لإنطلاق ثورة اكتوبر المجيدة وكان للمد الثوري الذي انتجته الثورة المصرية 1952 دوراً كبيراً في الانتقالات التي شهدها الجنوب ومقاومته للإستعمار البريطاني.
الملاحظ مما سبق ان الانتفاضات ضد الاستعمار البريطاني قد شارك فيها كل فئات شعبنا الجنوبي، منهم سلاطين وامراء واخرين.
* درع الجنوب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية.