كيف يصل اللصوص إلى السلطة

كيف يصل اللصوص إلى السلطة

حدث اليوم - مقال  |   احمد السيد عيدروس

المعضلة الكبرى التي نواجهها أن هؤلاء اللصوص لا يعلمون أنهم لصوص ويظنون أن ما يقومون به هو حق مشروع 

فحين تسأل مسؤول أي قانون أعطاك هذه الأمتيازات يكون رده جاهز أنا مواطن وأقربائي مواطنون من الشعب ومن حقنا الحصول على أمتيازات ٠

لا يوجد مسؤول في الخريطة السياسية للدولة إلا ويمتلك عقار أو أكثر خارج البلاد ولديه أرصدة في البنوك داخل الوطن وخارجه 

ولديه جيش من أسرته أستولو على المناصب والدرجات في الوظيفة العامة 

فلأول مرة في تاريخ الدولة منذ قيام الثورة تجد مدير مكتب المسؤول تربطة صلة قرابة وكذالك السكرتارية والمرافقين والحراسات وسائقي الموكب الطويل من نفس فصيلة المسؤول وهذا لأن بقية الشعب لا يحظون بثقة هذا المسؤول الأنطوائي على نفسه وسلالته وقريته ومنطقته في حده الأقصى 

فالبيئة التي صنعها هذا المسؤول حوله ستحوله إلى لص مع مرور الوقت فحين يتحول المنصب الرفيع إلى ملكية خاصة له ولأسرته ستحدثه نفسه أنه مسؤول عظيم وان من حقه الحصول على المزيد من الأمتيازات وسيجد البيئة المحيطة به تشجعه وتصفق له فكل ما زادت الأمتيازات لهذا المسؤول زاد المستوى المادي للبيئة المحيطة به لأنها أول المستفيدين كونها هي الأقرب له وهي تمثل الحلقة الحامية له من الفضيحة لو تسربت اخبار الفساد للرأي العام 

فمعى الوقت يتحول هذا المسؤول الأنطوائي إلى لص ويتدرج في اللصوصية والمناصب في آن واحد حتى يصب لص بحجم وطن لا يستطيع أحد مساءلته أو الأقتراب منه 

المسؤول الذي يبني بينه وبين الشعب الحواجز ولا يستطيع المواطن الوصول إليه لا شخصياً ولا عبر الهاتف أعرف أن هذا المسؤول في طريقه إلى اللصوصية العالمية 

لصوص مع مرتبة الشرف يتخرجون من مناصب الدولة العليا ويحالون للتقاعد المبكر في فلل عمان والقاهرة واسطنبول 

الشعار الرائج بين السلف والخلف في مناصب الدولة العليا هو 

( لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أسرق السمكة ) 

المسؤول اللص في وطني لا نستطيع أقناعه أنه لص فيكيف سنقنعه برد ما نهبه من ثروات البلاد ٠