احتفالات نوفمبر، في أبين ( جمال الفكرة وعبقرية التنفيذ)*
*
حدث اليوم - كتب - علي الحاشي
مر زمن طويل، لم يشدني عمل او تبهرني فعالية حتى شاهدت الكرنفال الزنجباري لبراعم وزهرات مدارس زنجبار ، والحفل الفني الذي احياه إتحاد الفنانيين الجنوبيين صباح اليوم بالقاعة الكبرى بالعاصمة زنجبار
وهما الفعاليتان التى نظمتها ورعتهما القيادة المحلية للمجلس الانتقالي م/ أبين برئاسة الأستاذ حسن منصر غيثان، احتفاءً بالذكرى الـ56 للاستقلال الوطني الجنوبي 30 نوفمبر المجيد
فأمتلأتُ دهشة، وتفجرت بجوانحي أنهار الإعجاب فقد كانتا بحق خلطة دسمة من الابداع غير المتكلف، جمعت بين البساطة والابهار، والتميز والإتقان تشدك من قلبك وتجعلك مآسورا راضيا
فما أجمل، أن تجد نفسك بعد سنوات طويلة خيم فيها التدمير الممنهج لكل جميل ، وجُففت فيها منابع الابداع، ودُفنت فيها المواهب تحت ركام الاهمال، وتملكنا اليأس والأحباط
أمام عمل بهذا الاتقان ملهم، مختلف، مغاير، منسجم مع المرحلة ، ويتناول وجبات ثقافية متنوعة، تجذبك وتآسرك،
فهنا الابداع ينساب متعة ، ويرسم ملامحه، كغيث يروي ارواحنا المتعطشة في الجنوب إلى عمل جميل ، يدخل البهجة لقلوبنا التي صحرتها الفوضى والعشوائية، وسنوات الإهمال العجاف
نشتم فيه عبق ماضينا المجيد، ويملأ جوانحنا بحنين شوق جارف لعهد تليد من العزة والإباء
حقيقة ماشاهدناه حدث مختلف، ملهم ،بالغ الأثر
يمنحنا الثقة في قدراتنا بالنهوض من تحت الركام لنحمي صفحات الظلام ونستعيد مجدا صنعه الأباء بالسير على خطاهم بصناعة فجر استقلال ثاني فجر تشرق فيها شمس الحرية على كامل تراب وطنا الغالي (الجنوب العربي) والى الأبد
ختاما لا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لراعي هاتين الفعاليتين ومهندسهما ، الاستاذ حسن منصر غيثان، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة أبين ولكل من ساهم في إنجاح الفعاليتين كلا باسمه وصفته والذين اثبتوا
إن الإرادة الصادقة، والكفاءة، هما أداتا النجاح الحقيقيتان
وإن صناعة الإعجاز ممكن
وإن الغيث حتما لا محالة أتى
وإن الأرض تزهر عقب السنوات العجاف
بقلم/ علي الحاشي