التعدي على المناطق الأثرية والزراعية: هدم التاريخ الأبيني
حدث اليوم - كتب - أنور سيول
بجهل أو بادراك وعلم يحمل البعض معاولاً لهدم التاريخ على مرأى ومسمع من الجميع... من أجل منافع شخصية محدودة لا تسمن ولا تغني، هكذا هي الصورة في منطقة القريات بزنجبار.
ارض القريات التاريخية والزراعية في مدينة زنجبار محافظة أبين تواجه مخاطر القضاء على البقعة الزراعية وكذلك اخفاء المعالم الأثرية التي تشهد على عراقة الإنسان الأبيني.
نافذون ومتنفذون يتسابقون على تغيير ملامح الجغرافيا وابتلاعها في منطقة القريات، وهكذا عبر مزارعو منطقة القريات في مديرية زنجبار في وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى السلطة المحلية بالمديرية، وقفة عبروا فيها عن العبث الحاصل للأراضي الزراعية من قبل جهات نافذة قامت بالبناء فوق المواقع الاثرية وبمسح قنوات الري لحرمان الاراضي الزراعية من مياه السيول، وقفة اراد منها المزارعون ايصال رسالة الى من يهمه الأمر بتنفيذ قرارات مجلس الوزراء التي تنص على منع تحويل الاراضي الزراعية الى مخططات سكنية.
فإذا عدنا إلى قراءة التاريخ نجد ان كثير من الممالك اندثرت بسبب القضاء على المساحة الزراعة والبناء في المواقع الاثرية وانشاء المساكن، مثلما يحدث الآن في منطقة القريات.
حقيقة أن ما تتعرض له الأرض الزراعية والمواقع الأثرية من السرقة والنهب والتدمير الا دليل على طمس الهوية الابينية، لأنه لا إنسان بدون تاريخ..
واننا اليوم نرى أرض القريات تتلاشى وسط صمت الجهات المعنية وأخذت الرقع السكنية تتسع بصورة مجحفة للتاريخ.. صانعة ستاراً للآثار التي يمكن ان تزهو بها محافظة أبين امام العالم، وتدر خزائن الدولة ملايين الدولارات من السياحة.