السكري مرض العصر الصامت.
زاوية طبية
السلاح الفتاك الذي يَفتُك بالجميع بصمت؛
السكري ؛مرض العصر الصامت.
أكثر من نصف مليار شخص مصابون بالسكر على مستوى العالم أي مايعادل واحد من كل عشرة أشخاص،وهناك نسبة كبيرة لايعرفون أنهم مصابون بالسكر.
والمشكلة الرئيسية للسكر هي أن الشخص يمكن أن يصاب به لعدة سنوات دون أن يدري ولا توجد أعراض وقد يكتشف أصابته بالسكر في مرحلة متقدمة عند ظهور أحدى المضاعفات التي يمكن أن تؤثر على الأعضاء كالقلب والعيون والدماغ والكلى والأقدام.
وكما يعرفه الجميع فأن السكر هو من ضمن أمراض العصر المزمنة ويحصل عند ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم لفترات طويلة.
ومعروف أيضا أنالجسم يحتاج إلى الغلوكوز لإنتاج الطاقة،وهرمون الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس هو المسؤول عن إيصال الغلوكوز من الدم إلى الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية.
وحين يكون البنكرياس عاجزًا عن إنتاج الإنسولين،
يؤدي الى إرتفاعه وعدم تقليله، وهذا ما يؤدي إلى السكري من النوع الأول (Type 1 Diabetes)، الذي يشكل نحو 10% من مجموع إصابات السكري وغالبًا ما يظهر عند الأطفال.
والحل الوحيد في هذه الحالة هو أعطاء الشخص المصاب الأنسولين.
وأحياناً لا تكون كميّة الإنسولين التي ينتجها البنكرياس كافية، أو لا تستطيع خلايا الجسم الاستجابة له (وهو ما يعرف بمقاومة الإنسولين)
Insuline Resistance
وهذا يقود إلى السكري من النوع الثاني (Type 2 Diabetes)، وهو الأكثر انتشارًا حيث يشكل 90-95% من حالات السكري.
بشكل عام في الحالتين يكون مستوى الغلوكوز في الدم مرتفعًا، واستمرار هذا الوضع دون علاج يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية، الرئيسية والطرفية، مما يؤدي إلى ضرر وتلف في أعضاء الجسم التي ذكرتها آنفاً والتي تغذّيها هذه الأوعية الدموية.
السكري من النوع الأول من أمراض الجهاز المناعي، ولا يمكن التحكم بالعوامل التي يمكن أن تؤدي للإصابة به، فهي غالبًا وراثية أو بيئية ناتجة عن الإصابة بفيروسات معيّنة.
لكن عوامل الخطورة التي يمكن أن تقود إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني أكثر تعددًا، وجزء منها يمكن -نظريًا على الأقل- التحكم به. صحيح أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لكنّها لا تفسّر سوى 10-15% من الإصابات.
العوامل الأبرز التي يمكن أن تؤدي الى الأصابة بمرضي السكري :
-السمنة.
- ارتفاع نسبة الدهون في الجسم حتى دون أن يعاني الشخص من سمنة واضحة.
-تناول أطعمة عالية السعرات الحرارية.
-قلّة الحركة.
- التدخين.
-عدم الحصول على نومٍ كافٍ أو جيد.
-التوتر المستمر.
-ارتفاع ضغط الدم (الذي يرتبط أساسًا بالعوامل السابقة.
-ترتفع كذلك احتمالية الإصابة بالسكري لاحقًا لدى النساء اللواتي يصبن بسكري الحمل.
- الأشخاص الذين يعانون ممّا يعرف بضعف تحمّل الغلوكوز (Impaired Glucose Tolerance).
لكن يمكن لتغييرات حياتية، مثل تخفيض الوزن وتغيير نمط الغذاء وممارسة الرياضة بشكل منتظم، أن تمنع إصابتهم بالسكري من النوع الثاني.
ومن خلال قيامنا بالكثير من التحاليل نجد أن السكري من النوع الثاني بات أكثر انتشارًا بين الفئات العمرية الأصغر، ولدى أشخاص لا يعانون من سمنة واضحة،وهذا بحد ذاته خطر يهدد المجتمع بشكل عام خصوصًا ونحن من ضمن الدول النامية الأشد فقراً،والذي يرتبط به من توتّر واكتئاب بشكل مباشر على احتمال الإصابة بالسكري، وعلى تأخر اكتشافه، واحتمال المعاناة من مآلاته الأسوأ بسبب صعوبة توفير الرعاية الصحية ونمط الحياة الصحي اللذين يحتاجهما. كما يتضاعف تأثير الفقر عندما يتقاطع مع عوامل أخرى مثل العرق والجنس ومكان السّكن.
ودائمًا ما أنوه الى ضرورة الكشف المبكر عن المرض لما له من دور أكبر في السيطرة عليه وتجنّب مآلاته الأكثر خطورة. وهنا تبرز مركزية دور الرعاية الصحية الأولية في تقديم رعاية طبية وقائية وليس فقط علاجية، وفي التثقيف والمتابعة مع المرضى الذين يتم تشخيصهم.
سوف نكون معكم بمنشور أخر يتعلق بهذا المرض القاتل الصامت.
Dr.w. sh