مستشفى الرازي في أبين يحرج اليمن أمام الزعيم الروسي بوتن!!

مستشفى الرازي في أبين يحرج اليمن أمام الزعيم الروسي بوتن!!

أبين – "حدث اليوم" - خاص 

أولاً نلفت إلى أن العنوان تعبيراً ساخراً عن عجز مستشفى الرازي الوفاء بالعقود الموقعه مع الطبيب الطاجيستاني المعروف باسم "الدكتور الروسي" الذي أسهم في علاج الكثير من الحالات وعدم تسليم راتبه لخمسة اشهر ماضية..

نص التقرير

بين جدران مستشفى الرازي العام في مدينة جعار بمحافظة أبين، يقف الطبيب الطاجيستاني روزيخوف مرادالله سعيد أحمدوفيتش، أخصائي جراحة العظام والمفاصل، على رأس عمله يوميًا، يؤدي واجبه المهني تجاه المرضى، ويُجري عمليات دقيقة، ويشرف على الحالات الحرجة، بينما لا يزال اسمه مغيبًا عن كشوف الرواتب منذ أكثر من خمسة أشهر، باستثناء راتب وحيد تسلّمه فور وصوله نهاية العام الماضي.

حالة من الإهمال الصارخ والتجاهل الرسمي تُحيط بهذا الطبيب القادم من آلاف الكيلومترات، بعد أن لبّى نداء وزارة الصحة اليمنية التي وقّعت معه عقدًا رسميًا ضمن اتفاق تعاون طبي دولي. الطبيب لم يتخلف عن عمله يومًا واحدًا، وبذل جهده في مستشفى يعاني من نقص حاد في التخصصات، لكنه وجد نفسه في بلد لا يصرف له حقه، ولا يكلّف نفسه حتى توضيح الأسباب.

طبيب يؤدي.. ووزارة تتجاهل

مصادر في المستشفى أفادت بأن الدكتور روزيخوف قد تسلّم راتبًا واحدًا فقط خلال الأشهر الأولى من عمله، وأنه منذ ذلك الوقت لم يتلقَّ سوى وعود متكررة دون تنفيذ. وبينما وفرت له إدارة المستشفى سكنًا متواضعًا ووجبات أساسية، لم تتمكن من منحه أي التزامات مالية، كون العقد موقّعًا مع الوزارة وليس مع المستشفى مباشرة.

ورغم الوضع القاسي، استمر الطبيب في أداء مهامه. أجرى عمليات جراحية أنقذت أرواح مصابين، وتابع حالات معقدة نالت إشادة من المرضى وأهاليهم. لم يطلب شيئًا سوى أن يحصل على ما كفله له العقد والقانون: أجره.

عبء إداري يتحول إلى كارثة إنسانية

القضية لا تقف عند مستحقات مالية لم تُصرف، بل تكشف حجم التدهور الإداري الذي بات ينخر في مفاصل مؤسسات الدولة، حتى وصل إلى حد الإخلال بعقود رسمية مع كوادر أجنبية متخصصة، جاءت لتعمل في مناطق تتطلب دعمًا إنسانيًا وخبرات طبية نادرة.

لم تُصدر وزارة الصحة أي توضيحات بشأن مصير مستحقات الدكتور روزيخوف، ولا ما إذا كان هناك عائق مالي أو خلل إداري يمنع انتظام صرف رواتبه. كما لم تُحدد أي جهة معنية مصير الطبيب في حال قرر مغادرة البلاد بعد فقدان الأمل في التزام الجهات الرسمية بتعهداتها.

رسائل صامتة

الدكتور روزيخوف لم يطلب شيئًا من أحد. لم يظهر على وسائل الإعلام، لم يهدد بترك عمله، ولم يرفض استقبال أي حالة. كل ما فعله أنه استمر في أداء عمله – بصمت – ينتظر أن تُنصفه جهة رسمية، أو أن تتحرك ضمائر المسؤولين قبل أن يتحول الصمت إلى قرار مغادرة لا رجعة فيه.

في بلد يعيش نقصًا حادًا في الكوادر الطبية المؤهلة، تُعد خسارة طبيب أجنبي متخصص فضيحة إدارية بامتياز. فحين يفقد الطبيب ثقته في الجهة التي تعاقد معها، فإن النظام الصحي بأكمله يخسر أكثر من مجرد كادر.

السؤال الصعب

هل يستحق طبيب جاء من الخارج لخدمة مجتمع يعاني، أن يُعامل بهذه الطريقة؟

هل باتت الرواتب والمستحقات في هذا البلد تُصرف بحسب المزاج لا القانون؟

وأين تقف الدولة من عقدٍ وقّعت عليه بنفسها ثم تنكّرت له بصمت كامل؟

قضية الدكتور روزيخوف مرادالله سعيد أحمدوفيتش في مستشفى الرازي ليست استثناءً، بل نموذجًا صارخًا لفشل إداري لا يزال يتكرر بصور مختلفة. هي رسالة واضحة أن من يعمل في الظل، حتى وإن كان طبيبًا ينقذ الأرواح، قد يُنسى بكل بساطة في بلد تحكمه الفوضى، ويُحرم من أبسط حقوقه، بينما المسؤولون لا يردّون حتى بكلمة.