الحرب بالوكالة ماركة امريكية :
حدث اليوم - كتب - عبدالله الصاصي
لم يعرف العالم الحروب بالوكالة الا من بعد عام 1989 م اي بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا وبعض الدول التي كانت تحت مظلة قيادة القطب الشرقي المتمثلة في الاتحاد السوفيتي العظيم الذي فعل منظومة توازن القوى على رقعة كوكب الارض وحينها صار للشعوب الكلمة العليا فوق الانظمة في ظل ديمقراطية تمارسها شعوب الدول النامية وشعوب الدول الكبرى وفي ظل نعمة الامان والايمان كل بمعتقداته التي لا تحمل الغلو والضغينه للاخر للاضرار بمصالحه .
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي اي بعد ثورة الانفتاح الماجنة التي ابتدت ب ( البيروستريكا ) في عهد المزروع في قلب النظام السوفيتي ميخائيل جورباتشوف الذي تامر على شعبه ونظامة العامر بالمنجزات على مستوى الساحة الروسية التي تعادل ثلث مساحة العالم في ظل الاتحاد الذي دمره المارد المنحل جورباتشوف ليفقد الروس قوتهم العالمية والتي على اثر ذلك تاثرت معظم دول العالم وفي الوقت الذي اتيحت الفرصة للدول البرجوازية صاحبة الانظمة الراسمالية المتوحشة التي تفضل الكسب غير الشرعي على حساب دماء واشلاء شعوب الدول النامية بعد ان تخلق النعرات وتؤجج الثارات القديمة بعد ان تعيد جثوتها وتسعر نارها بين طبقات المجتمعات لتتحارب فيما بينها في ظل حروب بالوكالة حطبها من الضعفاء الباحثين عن لقمة العيش بعد اشترت تلك الدول الراسمالية زعامات الدول الصغيرة النامية وسيطرة على عقولهم تارة بالمال واخرى بالابتزاز بعد ان تورطهم في الاعمال المخلة التي تستدرجهم اليها حين ينتشون في ظل غمرة النشوة الفارقة ليجدون انفسهم بعدها مرتهنين اي ان تمضوا معنا منفذين طائعين منقادين والا فالافلام جاهزة لعرضها وستجدون فضائحكم بجلاجل امام شعوبكم وخارجها وفي هذه الحالة ليس لهم من مفر سوى التبعية ونسيان المبادئ والاخلاق تجاه شعوبهم .
وهكذا ظلت امريكا وحلفائها الغربيين تحيك المؤمرات لغرض نهب الثروات بعد السيطرة الكاملة على الحكومات الشكلية التي لاتقدم ولا تؤخر وبعد ان اصبحت تحت الوصاية ومسلوبة القرار على ارضها الا بعد التشاور مع زعماء الدول المسيطرة والتي اصبحت تقطع وتمنع وتخلق بؤر التوتر للاقتتال بين الاخوة والاشقاء حتى يرهق الطرفان ويصبح المنتصر خاسر عندما يجد نفسه امام قوة اكبر من حجمة عندما لم يفكر مليا مليا عند اقدامه على منازلة اخيه وشقيقة بدون حساب للخواتم والمالات في نهاية المطاف .
هكذا هي امريكا وحليفاتها تشعل الفتيل بعد تتخذ القرار في مجلس الامن الدولي بمساعدة الحلفاء لدعمه على من تشاء وتبدا بالتحريض عليه ثم يتبع ذلك عدة طلعات جوية وضربات بحرية حتى تدخل من ينوب عنها في المعركة فتنسحب لتشرك معها في الظلم دول لتبعد نفسها عن شبهة التفرد وتحافظ على اموالها واسلحتها لتستخدمها في مكان اخر والدليل مايدور الان وذلك بعد ان تم تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية وبعد اتخاذ القرار بتشكيل تحالف لضرب الحوثيين تحت مايسمى بعملية حارس الازدهار التي لم تؤثر تلك الضربات ولازالت صواريخ الحوثيين تطلق من على المنصات باتجاه خطوط الملاحة الدولية وهاهي امريكا تطلب من الصين الحرب بالوكالة عنها بعد ان تركت الحبل على القارب للحوثيين لتعطيل طريق تصدير البضائع الصينية والذي بدوره يؤثر على الاقتصاد الصيني وعندها تجد الصين نفسها مظطرة لمحاربة الحوثيين .