تقرير : تقارب حوثي اخواني في مسقط يثير تساؤل حول موقف عمان الحيادي!!؟

تقرير : تقارب حوثي اخواني في مسقط يثير تساؤل حول موقف عمان الحيادي!!؟

حدث اليوم - تقرير - خاص

ادلت تقارير اخبارية عربية، أمس الاثنين، عن تقارب حوثي اخواني خلال اجتماعات مكثفة تشهدها مدينة صلالة العمانية بمشاركة قيادات إخوانية وأخرى حوثية يمنية، منذ سيطرة قوات العمالقة الجنوبية على محافظة شبوة وإطلاق عملية سهام الشرق لمكافحة تكفيري القاعدة وداعش في الجنوب.

حيث نقلت صحيفة ”العرب“ الصادرة في لندن عن مصادر لها  القول قالت بإن الاجتماعات التي ترعاها مسقط والدوحة تتمحور حول الاستعدادات العسكرية لمواجهة الزحف المحتمل للقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي باتجاه حضرموت والمهرة وكذلك تنسيق الجهود السياسية والإعلامية لتشويه سمعة المجلس الانتقالي الحنوبي والقوات المسلحة الجنوبية في محافظتي شبوة وأبين .

وحسب صحيفة ”العرب“ فإن هناك أعمال لتشكل لجنة تنسيق إعلامي مواكبة لأنشطة ما يُعرف بخلية مسقط التي تضم قيادات قبلية وسياسية وعسكرية من مختلف الأطياف والتوجهات السياسية في اليمن وأذنابهم في الجنوب لتعمل معا ضد التحالف العربي والمجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية .

موضحة انعكست مخرجات لقاءات صلالة على الخطاب الإعلامي للإخوان والحوثيين الذي صار الآن متجانسا أكثر من أي وقت مضى، في ما يتعلق باستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي ومجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

لافتة الى تزامن اللقاءات السرية بين قيادات إخوانية وأخرى حوثية وثالثة تنتمي إلى أطراف سياسية يمنية مختلفة، مع تصاعد التحشيد العسكري الذي يقوم به الشيخ القبلي الموالي لعمان علي سالم الحريزي، الذي تشير المصادر إلى مواصلته تجنيد رجال القبائل في محافظة المهرة على الحدود مع عمان وإرسالهم لتلقي التدريبات العسكرية لدى الحوثيين، إلى جانب استقباله المئات من المقاتلين الذين تم تدريبهم في معسكرات تابعة للقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي في محافظة تعز للغرض ذاته.

مشيرة إلى تولي الحريزي والمخلافي عملية التحشيد العسكري لمواجهة أي تحرك يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي نحو محافظة المهرة التي تعتبرها مسقط عمقا إستراتيجيا خاصا بنفوذها، في مؤشر على مواجهات عنيفة قد تشهدها المحافظة خلال الفترة القادمة.

وحسب وسائل اعلامية في محافظة المهرة أكدت عودة علي سالم الحريزي من سلطنة عمان إلى مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة قادما عبر منفذ شحن الحدودي، برفقة العشرات من الأطقم العسكرية المسلحة، دون أن يخضع للتفتيش في المنفذ الذي تسيطر عليه قوات تابعة للإخوان.

بحيث أطلق الحريزي فور وصوله سلسلة من التصريحات المعادية التي تتوعد المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي بحرب لا هوادة فيها، مؤكدا أن المحافظة لن تسقط في أيدي القوات التابعة للانتقالي مهما كان حجم القوات التي ستشارك في الهجوم على المحافظة كما وصف.

وتشهد المهرة انقساما غير مسبوق بين أبناء قبائل المحافظة؛ ففي حين تمكن الحريزي من تجنيد المئات من أبناء القبائل إلى جانب انضمام مسلحين من محافظات يمنية، مع احتمال انضمام القوات العسكرية الرسمية في المحافظة الخاضعة لسيطرة الإخوان إلى صفه، يقف الشيخ البارز عبدالله بن عيسى بن علي آل عفرار، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، على الطرف الآخر بدعم اجتماعي كبير لأنه آخر سلطان للمهرة وسقطرى .

وابدا مراقبون تخوفهم من أن تلقي مسقط بكل ثقلها على أي مواجهة قادمة في حضرموت أو المهرة، بعد أن أوصلت رسالة تفيد برفضها المساس بقوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان في وادي حضرموت والتي تعتبر آخر حاجز يحول دون إكمال القوات المسلحة الجنوبية سيطرتهما على كامل خارطة الجنوب الجيوسياسية.

ويرى مراقبون ان التحركات العمانية في الملف اليمني بتمويل قطري من خلق تيار غير متجانس سياسيا وجهويا، يعمل على قاعدة مناهضة التحالف العربي في اليمن. كما عمل هذا التيار على تسهيل اختراق الحوثيين للشرعية من الداخل، والإشراف على عمليات تهريب السلاح إلى الجماعة الحوثية عبر مناطق خاضعة لسيطرة الشرعية، إلى جانب العمل على إرباك التحالف العربي وخلط الأوراق في الحكومة الشرعية وتبديد إمكانياتها في صراعات داخلية ضد القوات ابناء الجنوب.

فمنذ عام 2017 على وجه التحديد، دأبت رموز هذا التيار، على إطلاق تصريحات معادية للتحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي ، حيث تولى البعض من رموز التيار عملية تفكيك الجبهات العسكرية التي تشكل خطرا على الميليشيات الحوثية، مثل جبهات محافظة صعدة التي دعا القيادي الإخواني حمود المخلافي اليمنيين في وقت سابق إلى مغادرتها، وحث المقاتلين فيها على الالتحاق بمعسكرات خاصة قام بافتتاحها في محافظة تعز بتمويل قطري وعماني مشترك.

واستطاعت عمان مؤخرا من استضافة مشروع نقل النفط والغاز السعودي عبر بحر العرب، والذي كان من المقرر أن تتمّ  إقامته في محافظة المهرة اليمنية، وهو المشروع الإستراتيجي الذي كان يمكن أن يضخ مليارات الدولارات إلى خزينة البنك المركزي في العاصمة عدن مما سيرفد الاقتصاد الوطني وسيعمل على معالجة تدهور العملة المحلية.

وكشفت تقارير أممية عن أهم خطين بحري وبري لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين عبر السواحل العمانية والحدود المشتركة بين عمان واليمن، وهو الأمر الذي ظلت مسقط تنكره على الدوام، حتى في أعقاب جلسات المصارحة بينها وبين دول التحالف العربي، وانكشاف تورط جهات سيادية عمانية في عمليات تهريب السلاح إلى الحوثيين.

واصيبت مسقط بحالة إحباط شديدة إثر سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على محافظتي شبوة وأبين، وعزيمتها على استكمال تحرير حضرموت والمهرة ، بعد أن استثمرت عمان الكثير من الأموال لاستقطاب قيادات سياسية وعسكرية وقبلية في تلك المحافظات لتنفيذ أجندتها السياسية لأجل السيطرة.