أيام الاستعداد للمدرسة

مقال لــ،/ محمد ناصر العولقي
في السنوات الأولى من دراستنا الابتدائية كنا نبدأ التقصي للأدوات والمستلزمات المدرسية قبل بدء العام الدراسي الجديد بنحو ثلاثة أسابيع ، وعندما يرسلنا الأهل لشراء أي سلعة من سلع الاغراض اليومية للبيت نقوم بمراقبة واستطلاع جانبية في الدكاكين والسؤال عن ما يخصنا من أدوات ومستلزمات مدرسية ، ونتبادل المعلومات مع اترابنا وزملائنا عنها ، سواء من حيث ما يلزمنا من أدوات ومستلزمات مدرسية مناسبة لمتطلبات مواد المرحلة الدراسية الصاعدين إليها ، أو الدكاكين التي تتواجد فيها ، فحينها لم تكن ثمت مكتبات متخصصة في بيع تلك الأدوات والمستلزمات وإنما كانت تباع في دكاكين بيع المواد التموينية أو حتى الخاصة ببيع المواد الكهربائية والبناء ، ونتقصى أيضا عن الأسعار فالعانة والعانتين والشلن كانت تشكل لنا فارقا .
بالنسبة لنوعية الدفاتر فكان أول ما يكون عنها السؤال هي أين تباع دفاتر إنجلان ( الإنجليزية ) ؟ وبكم الدرزن أبو عشرين ورقة وأبو أربعين ورقة ؟ دفاتر جرنتي ما يفوش فيها القلم وتتعطل الكتابة ، ثم بعد انعدام الإنجلان رضينا بالدفاتر الجبان ( اليابانية ) التي لم نكن نقبلها أيام وجود الإنجلان ثم رضينا بالصيني بعد شحة الجبان ..
وبالنسبة للشنط فكنا نرضى بالموجود مع أن الشنطة الأفضل كانت هي الشنطة الجديد أبو الرزة والقفل والمفتاح ؛ تضع فيها كل ما يخصك وتتركها في الصف وتخرج من الصف تترندع في الاستراحات وحصة البدنية وأنت آمن طالما ومفتاحك بيدك ولكنها كانت غالية الثمن وقليل منا من يفوز بها ...
أما علبة الهندسة والأقلام فكانت علبة الهندسة توكن ، والأقلام يا سعد أبوك لو ساعدك الحظ بشراء أو الحصول على قلم باركر او شفر ( في الغالب لم تكن متاحة سوى لأبناء أو أقرباء المغتربين في الخليج خاصة ) ، وكان الشائع هو القلم الجبان أو الصيني .
وبعد مرحلة التقصي يحين وقت الشراء ، قبل يوم أو يومين من بدء الدراسة ، وأنت وشطارتك مع المدكنين يا تدفع لهم كل المبلغ الذي أعطاك والدك او أهلك بناء على ما ترشح عن الأسعار أو تظفر لك منه ببضعة شلنات أو حتى عانات ، ولذلك كنا نجلس ندور يوما كاملا بين الدكاكين نثامن ونفاحس ونروح ونرجع حتى نحصل على أدنى الأسعار ، ونتمكن من استلال بضعة الشلنات أو حتى العانات من إجمالي ما أعطي لنا لشراء أدواتنا ومستلزماتنا .
وفي كل الأحوال كان يوم الشراء هذا يوم عيد تبلغ بك فيه الفرحة عنان السماء وأنت تتسوق ثم وأنت تعود الى البيت حاملا أغراضك ثم وانت تعرضهم على الاهل في البيت ثم وانت تجهزهم وتجهز نفسك للذهاب الى المدسة في أول يوم دراسي من عامك الدراسي الجديد ، ثم وأنت تستعرضهم امام زملائك في الصف .