كفى عبثًا!.. الجنوب يصرخ من الألم والفساد يلتهم ما تبقى من الكرامة
حدث اليوم - كتب - إيهاب المرقشي
تشهد المحافظات الجنوبية أوضاعًا معيشية وإنسانية صعبة غير مسبوقة وسط غياب تام للجهات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي عن أداء مسؤولياتهم تجاه المواطنين الذين يواجهون حصارًا خانقًا منذ أشهر طويلة دون مرتبات أو خدمات أساسية.
المواطنون يعيشون اليوم في واقع مرير، بلا كهرباء ولا ماء ولا أمن، ولا مقومات لحياة كريمة. في الوقت الذي تغيب فيه أبسط مقومات العيش، تتزايد معاناة الأسر الفقيرة التي لم تعد تملك قوت يومها، فيما تتواصل موجة الغلاء في أسعار المواد الغذائية دون أي رقابة صارمة لتضاعف من أوجاع الناس
حالة الانهيار طالت جميع القطاعات وعلى رأسها قطاع التعليم الذي يواجه شبه انهيار تام، بعد توقف صرف المرتبات وانعدام الدعم، ما أدى إلى تسرب الطلاب من المدارس وضياع مستقبل جيل كامل من أبناء الجنوب.
وفي الوقت الذي يرزح فيه المواطن تحت وطأة الجوع والظلام استمرار بعض القيادات والمسؤولين في ممارسة الفساد واستغلال المناصب لتحقيق مصالحهم الخاصة وتأمين مستقبلهم وأبناءهم عبر مشاريع واستثمارات خارج الوطن بينما تركوا المواطن يواجه مصيره في ظل واقع يائس بلا حلول.
يتساءل المواطنون بمرارة إلى متى سيستمر هذا الوضع المزري؟ وإلى متى سيبقى الجنوب رهينة الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة؟
فالتاريخ لن يرحم أحدًا والموقف الوطني الحقيقي اليوم يتطلب من كل من فشل في أداء واجبه أن يتحلى بالشجاعة ويقدم استقالته، فذلك أشرف له من الاستمرار في خداع الناس وبيع الأوهام.
إن ما يعيشه المواطن الجنوبي اليوم ليس مجرد أزمة خدمات بل أزمة ضمير ومسؤولية تستدعي وقفة حقيقية لإنقاذ ما تبقى من الكرامة والإنسانية في وطن أنهكته الأزمات وتكالبت عليه المصالح.









