صرخة باكازم.. وجع تبعية بلغ الحلقوم..!
حدث اليوم - كتب - خالد شوبه
تابعت خلال اليومين الماضيين ما تم تداوله عبر مواقع السوشال ميديا، بشأن رغبة أبناء باكازم في مديريتي أحور والمحفد بمحافظة أبين بالانضمام إدارياَ إلى محافظة شبوة، وردود الفعل المصاحبة لهذه الرغبة المعلنة أخيراً والتي طالما أخفاها أبناء باكازم قهراً وكمداً.
تلك الرغبات وما رافقها من أصوات مؤيدة تعالت صرخاتها بقوة متجاوزة ما كان محظورا أو ظن من كان يكبتها أنها حرم محرم على هذه القبيلة التي أكل ابنائها من ظلم الأقربون وفجرة الرعاة الراهبون وغافلو "حي على خير العمل" حد الثمالة..!
لن أقص هنا عن ما عاناه أبناء باكازم "أحور والمحفد" في السابق من ظلم وجور أولى القربى في الوطن، لأن المعاناة لا زالت مستمرة تسرد حكاياتها فصولاً من الأسى والحرمان المتراكم منذ زمن ليس بقريب.
صرخة باكازم اليوم صرخة عزلة، صرخة وجع، صرخة قوم كُبلت وحوصرت في رقعة محاطة بالتبعية والإرتهان، وتركت عمدا تصارع الحرمان خارج الخريطة الجغرافية والإدارية لهذا الوطن المكلوم.
لا يكمن وجع "أحور والمحفد" في غياب الخدمات الحياتية رغم ضرورتها فحسب، بل في غياب المشاركة ايضا وانتزاع القرار، والتعامل مع أبناء باكازم كـ "احتياطي بشري" يتم استذكارهم وقت الحاجة للمعارك الانتخابية أو القبلية، وينُسى أمرهم عند توزيع المناصب أو الموارد أو جني الاستحقاق.
لقد أدى هذا التهميش المتعمد إلى إقصاء النخب والكفاءات من أبناء المديريتين عن مواقع التمكين والتأثير وصنع القرار، بل وادت إلى تكريس حالة من التبعية والعجز في احياناً كثيرة عن انتزاع الاستحقاقات، وبالتالي فقدان التمثيل العادل الذي يعكس حجمهم الكبير ومساهمتهم الوطنية الواسعة.
إن صرخة أبناء باكازم "أحور والمحفد" الداعية إلى الانضمام إلى محافظة شبوة ليست مجرد تغيير في الخريطة الإدارية، إنها رغبة في الخروج من طوق العزلة والحرمان والبحث عن بيئة إدارية أكثر عدلاً واستجابة لاحتياجاتهم.
فباكازم لم تكن يوماً غريبة عن محيطها الشبواني، ابدا، والروابط القبلية والجغرافية والمصالح المشتركة مع أبناء شبوة هي الأقوى، وهذا التعبير عن الرغبة في الشبونة هو محاولة لاستعادة سياقهم الطبيعي وكسر الحدود المصطنعة التي أدت إلى عزلهم عن بيئتهم القبلية الأصيلة وتجاهل دورهم المهم كمركز ثقل وطني ومجتمعي ذات شأن .
لذلك، لا أستغرب ارتفاع اصواتهم في إحياء هذه الرغبة المزمنة، وتأكيد إصرارهم على تجاوز سياسات التبعية التي همشتهم والحقت الضرر بهم وأدت إلى عزلهم عن كرسي القرار وحرمانهم من أبسط الاستحقاقات والحقوق المشروعة في هذا الوطن.
في الختام نقول: وجع باكازم من العزلة والحرمان والتبعية المفروضة والارتهان للنافذين "بلغ الحلقوم" واستحالة استمرار حالة التبعية هذه بات قناعة راسخة، لذا يجب الاستماع لهم وتفهم رغباتهم المشروعة والنظر في مطالبهم الحقة وسرعة معالجة مايمكن معالجته قبل أن تتجاوز الأصوات ماهو أبعد من ذلك، فيما إذا وليتم عن أصواتهم الدبر..!









