30 نوفمبر ثمرة كفاح وتضحيات الاحــرار في الجنوب العربي
حدث اليوم - مقال ك الشيخ عباس صنيج الشاعري
رئيس المجلس الأعلى للجالية الجنوبية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي
أربع أيام تفصلنا عن المولد الجديد للذكری العظيمة ذكری عيد الجلاء عيد الاستقلال الأول 30 نوفمبر الجنوبية المجيدة
أربع ايام تفصلنا عن أهم حدث تاريخي جنوبي صنع فجره أبطال ردفان والجنوب وشعشع نوره في كل مدن وقری وبوادي الجنوب وسقطت فيه أرواح مئات الشهداء واختلطت فيها دماء الثوار والثائرات علی طول الخط الناري التاريخي التحرري الممتد من عدن حتى لحج أبين شبوة حضرموت المهرة لتكلل تلك النضالات بفجر نوفمبري كان شاهد علی خروج الاحتلال ويغادرالانجليز عدن والجنوب تاركين خلفهم كم هائل من البنية التحتية التي ساعدت علی النهوض بدولة فتية كانت تهز كل أرجاء الكون من أقصاه إلي أقصاه ولولاء المؤامرات التي أحيكت ضدها من قبل أصابع يمنية شمالية قذرة استطاعت التوغل في مفاصل الدولة الجنوبية حينها وزرع المؤامرات بين أبناء الجنوب وإشعال جذوة الصراع فيما بين الجنوبيون لما آلت أوضاع كل شعب الجنوب إلي ماهي عليه اليوم .
أربع ايام تفصلنا في مدينة النور والسلام عدن عن إيقاد شعلة نوفمبر العظيمة بحضور كل الثوار والمناضلين من الرعيل الاكتوبري والنوفمبري الأول وكذلك الرعيل الثاني من ثوار الحراك السلمي الجنوبي والمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية التي نبعت من قلب ميادين النضال في ساحات الجنوب منذ 7/7/2007 حتى غزو مليشيات صالح وأنصار الحوثي عام 2015 لعدن والجنوب في حرب لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل استطاع فيها أبطال الجنوب من هزيمة تلك المليشيات وسقط فيها العشرات من ثوار وثائرات عدن شهداء برصاص قناصات الغدر والخيانة اليمنية الشمالية بالإضافة إلي العشرات من الثوار في ضالع الصمود والإباء والرجولة وردفان ويافع والصعيد وحضرموت والمهره وابين الشموخ وكل مناطق الجنوب التي استعرت فيها شرارات الحرب الظالمة التي منيت فيها قوات المستعمر الغازي بأشد واكبر الخسائرفي الجنود والسلاح بل وكشفت عن عشرات من الخلايا والأصابع التي كانت تعمل لصالح القوی الظلامية حتى رحلا معادآ المستعمر الغازي الحوثي عفاشي وأصابعه الحقيرة يجرون أذيال الهزائم تلو الهزائم . وهنا لاننسى الدماء الزكية التي سقطت في أرجاء الجنوب لإخوتنا أبطال الإمارات العربية المتحدة الذين اختلطت دمائهم بدماء أبطال الجنوب ورووا بدمائهم الطهارة التراب الجنوبي فما أعظمهم من أبطال وما أعظمه من شعب وما أعظمها من قيادة فتية وما أعظمه من تحالف عربي وقف بصلابة إلي جانب حق شعب الجنوب الشرعي .
أربع ايام تفصلنا عن الحدث العظيم والذي فيه نستذكر شريط طويل من الآلام والأحلام والأماني التي سقط لأجلها طابور طويل من الشهداء والأسرى والجرحى والمعتقلين منذ فجر 14اكتوبر وكذالك 30 نوفمبر حتى اليوم حيث حان الوقت إلي رد الوفاء لكل أولئك الأبطال وتقديم لأسرهم كافة الرعاية والاهتمام الكبيرين فذكری. 30 نوفمبر ليست ذكری سياسية فقط بل ذكری تاريخية في مسار الثورات التحررية العالمية وذكری إنسانية نستشهد فيها بكل الأعمال الخيرة لتلك الدماء وتقديم كافة السبل الممكنة التي من شئنها توفير حياة كريمة لأسر الشهداء والأسرى والجرحى والمعتقلين الجنوبيين كونهم الشعلة الحقيقية التي لايزال شعاعها ينير كل الدروب الخيرة في ارض الجنوب فليس المعنی ان نحتفل بذكری ثورتنا بالبيانات والأغاني الحماسية والاستعراضات فقط ولكن المعنی من احتفاليتنا إيقاد الشعلة في نفوس وضمائر الشعوب الحية في العالم بأننا شعبا حي وأننا لازلنا نطالب بحقنا في استعادة دولتنا الجنوبية وأننا مستميتون في تحقيق هدفنا المنشود خاصة وان الوقائع علی الأرض قد أظهرت جليا لدول التحالف العربي والعالم بأسره بان الوحدة اليمنية قد انتهت بل ماتت ودفنت إلي غير رجعه . وأننا كشعب حي في الجنوب قد حددنا وقررنا مصيرنا المتمثل باستعادة الدولة وإعلان وقيام دولتنا الجنوبية الفتية الممتدة من باب المندب حتى المهرة. ومادون ذلك يعد ثامن المستحيلات في تاريخ الثورات التحررية والشعوب الحية في العالم الحر .