القريات والتدمير الممنهج لقنوات الري الزراعية
حدث اليوم - كتب - غسان جوهر
اصبح التدمير سمه من سمات الوضع المزري الذي نعيشه اليوم في أبين خاصة والجنوب عامة فالزراعة كانت عصب الاقتصاد في ظل دولة الجنوب وازدهرت منطقة الدلتا والقريات بصفة خاصة بزراعة القطن طويل التيلة ذو الشهرة العالمية والذي له مكانته في السوق العالمية للقطن وكانت شركة دلتا أبين المعروفة عالمية واسمها له صدى بين كبريات الشركات العالمية وكانت ترفدخزانة الدولة بملايين الدولارات سنويا وتسهم إسهام مباشر في تطوير اقتصاد الجنوب لكن بعدالوحلة المشؤومة عملة عصابات صنعاء على تدمير شركة دلتا أبين ومن ثم دمرت محلج قطن الكود وفي 2011م دمر مركز أبحاث الكود وقبلها دمرت مزارع الدولة والدواجن والابقار
وخلال السنوات الأخيرة بدأ تدمير ماتبقى من ارض زراعية وتحويلها لمباني سكنية
واليوم بدأ تدمير قنوات الري الزراعيه والجسور بعدتدمير إدارة الري التقليدي وبيع أصولها واستكمال للفلم الذي بدأ تقوم جماعة محمدالامام المتحوث اليوم لاكتساح الأرض الزراعية والأثرية وتدمر كل شي أمامها لتنفيذ أجندة خارجية رسمت وخطط لها من الهضبة الزيدية في صنعاء ومعبر بحجة بناء مركز ديني في قلب دلتا أبين وفي منطقة القريات الزراعية والأثرية لكي تصبح ارض أبين مجرد كتل خرسانية تستوعب القادمين من هناك بالتعاون مع بعض الجنوبيين الذين باعوا ضمائرهم ليطمسوا تاريخ حافل للجنوب وتسليمه مقابل حفنة من أموال مدنسة مغموسة بكأس الذل والعار ليقتلوا أرضا كانت مصدر رزق لكثير من ابناءابين والجنوب.
لهذا فإن مايحصل اليوم من بناء على أرض زراعية في القريات وتدمير قنوات وجسور كانت شريان حياة يحيي الأرض الميتة هناك ليصبح بين عشية وضحاها إلى معسكرات ومساكن لجماعات قادمة من المجهول لتزرع الرعب والخوف والتشدد وبث الأفكار الهدامة وغسل أدمغة شباب باسم الدين والاسلام والدين منهم براء فالقريات اليوم وتاريخها وآثارها تتعرض لتهديد من قبل جهات تتلقى تمويل من خارجها وتصبح مناطق مجاورة للقريات صحراء حرداء محرومة من ري السيول.
اي دين يسمح بأن يضر المسلم أخيه المسلم واي إنسانية أن تحرم الحياة اخيك الإنسان واي وطن يقتل فيه المواطن البسيط جوعا وهو ينظر لارضة يمنع عنه كرم الله سبحانه وتعالى واي دولة وسلطة محلية تدمر قنوات الري الزراعيه والجسور وهي صامته لاتحرك ساكنا
إضافة إلى البسط على المنطقة الأثرية وتدميرها وهي تحمل إرث تاريخيا للبشرية جمعا من قبل أناسا لم يتفقهوا من الدين إلا تلقين ولم يعوا بأن التاريخ هو الماضي والحاضر والمستقبل وان الحضارات الإنسانية اصلا لم تقم الا على زراعة ومياه وأما أناسا مثل هؤلاء لم يكونوا يوما دعاة علم الا في زمن طغى الجهل فيه على العلماء الجاهلين بحقوق الانسان .
فالقريات هي اليوم تدمر باسم الدين والتعصب المذهبي لبناء دولة محمدالامام فيها تحت صمت الجميع دون استثناء ،فالحق سينتصر اليوم اوغدا ،والباطل سيهزم وان تلبس بثوب الطهارة والعفة.
فمن حق مزارعي القريات أن ياكلوا من خير أرضهم وان يعيشوا في كنفها دون خوف أو رعب من المستوطنات التي تشيد هناك