30 نوفمبر مجد نستشف من نوره وهج الوثوب نحو الاستقلال الثاني

30 نوفمبر مجد نستشف من نوره وهج الوثوب نحو الاستقلال الثاني

حدث اليوم - كتب -عبدالله الصاصي 

تهل علينا ذكرى الثلاثين من نوفمبر هذا العام ونحن على اعتاب مرحلة جديدة من النضال الدؤوب نحو الامال التي نصبوا اليها لاستعادة مجد نوفمبر العظيم الذي تعلمنا منه معنى الاستبسال على طريق تحقيق الاهداف النبيلة .

الثلاثين من نوفمبر 1967م ( يوم من الدهر لم تصنع اشعته # شمس الضحى بل صنعته اياد الثوار في ظل ملاحم البطولة التي مكنتهم من عناق ذلك اليوم الاغر والذي من خلاله شمخ الوطن الجنوبي ليغدو شعلة بين بلدان المنطقة في ظل دولة عرفت معنى الوجود فصاغت من ذلك اليوم نبراس تربت على وهجه لاجيال متسلحة بنور العلم ، وطمانينة العيش الكريم .

منار 30 نوفمبر سيظل خالداً ولن تمحوه مراحل الغزو والاحتلال اليمني للارض التي تشبع اهلها بالمعان السامية من جذور التاريخ المجيد في سبر الزمان وسيظل راسخ رسوخ الجبال في بطن الارض تغذيه جينات الافذاد من جيل الى جيل 

 

يوم 30 نوفمبر يوم فاصل في حياة الجنوبيين ترك وراءه حمل ثقيل من الويلات جراء ممارسات الاحتلال البريطاني البغيض الذي رزح 129 عام ، ومع ذلك ظلت الثقافة الجنوبية والتقاليد والاعراف الجنوبية لم يشوبها شائب ، مثلما شاهدناه في الاستعمار اليمني الافضع من ذلكم الاحتلال لكون ذاك لم يجرؤ على فصل الشعب عن معتقداته ودينه وتقاليده واعرافه بينما الاخير اراد محو الهوية الجنوبية وطمس التاريخ الناصع للجنوب العربي الضارب في عمق الحضارات منذ ماقبل عصر الفتح الاول الذي قام به الفينيقيين الذين صاغوا حروف الكتابة وصدروها الى اوروبا وفتحوا جنوب الجزيرة العربية بعد خروجهم من مضيق هرمز والدخول على باب المندب والبحر الاحمر والتمدد نحو بحر العرب وهناك كانت لهم حضارة على امتداد الشريط الساحلي دخلت فيها عدن والمكلا وسيحوت وصلالة العمانية ووصلوا الى الحديدة ثم بلاد نجد والجحاز ولعلي بذكر نقطة من تاريخ الفينيقيين للتاكيد فقط ان عدن والجنوب العربي قد تعلم حروف الكتابة قبل اليمنيين الذين استمر جهلهم عصور من الزمن لان المد الفينيقي رغم ذهابه لفتح البلاد ماوراء البحر قبل كولومبس وماجلان لم يعول على البلاد التي تسمى اليوم الزيدية ووصل فقط الى تهامة بلاد العلم اي الحديدة .

ومع تقدم الجنوب العربي في مجال العلوم بعد الفتح الثاني ( الفتح الاسلامي ) اشرقت الارض بنور ربها وكان الجنوبيون هم من يتقدم طلائع الفتوحات الاسلامية وذلك من خلال مادونته كتب التاريخ الشاهدة على عظمة الجنوبيين على مر التاريخ حتى يوم خروج اخر جندي بريطاني من عدن والمحميات الجنوبية التي انضمت الى محمية عدن في ظل دولة فتية نالت استقلالها في الثلاثين من نوفمبر 1967 م ، ومن ذلك اليوم نستشف عبق اريج النضال الجنوبي ونجعل منه نافذة استشراق يناجي الطموح للوثوب نحو الاستقلال الثاني في القريب العاجل والذي نرى ذلك في عيون قيادتنا الجنوبية الحكيمة التي تعمل جاهدة على انتزاع الحق الجنوبي لتصنع على ارضنا مجد جديد بمنط حضاري جديد يلائم تطلعات شعب الجنوب الصابر المتحمل لصنوف القهر ومع ذلك لم يتزحزح عن موقفه الى جانب قيادته حتى النهاية .