بين لغة التهديد ونهج الاختطاف جاء تشبيه مندوب اليونسكو بين شبام وصنعاء تشبيهاً أحمقاً لا يستند إلى واقع ولا يعكس الفروقات الجوهرية بين المدينتين
حدث اليوم - كتب - سالم خراز
لقد ظلت صنعاء طيلة عقود تحت وطأة الإهانة والتشويه العمراني وسط غياب القانون وتفشي العشوائية بينما خضعت المنظمات الدولية هناك لسلطة الميليشيات دون أن تتمكن من حماية موظفيها أو فرض أي معايير دولية وكل ذلك أدى إلى باب موصد في وجه أي تفاهمات أو إطلاق سراح للمختطفين من موظفي تلك المنظمات
بينما تقيدت مدينة شبام بجميع المعايير بما في ذلك الامتناع عن إضافة أي مبانٍ عشوائية حتى في أبسط أشكالها كإنشاء غرفة صغيرة لوضع مولد كهربائي لإنارة المنزل وتوفير الراحة لأهله وقد جاءت هذه التنبيهات من مختصين حذروا من أن مثل هذه الإضافات قد تحدث اهتزازات ميكانيكية تؤثر على استقرار المباني الطينية وتغير من النمط المعماري الفريد للمدينة هذا الوعي جعل من أهالي شبام مثالاً في الالتزام مدركين أن الحفاظ على مدينتهم يمنحهم الأولوية في كل ما يتعلق بإدارتها وصيانتها
في المقابل تسعى جهات خارجية تدعي الحرص على المدينة إلى تنفيذ تدخلات تجاوزت 60% من أعمال الصيانة دون معالجة جوهر المشكلة المتمثلة في تصاعد الملوحة وانحباس التربة التي تسببت في تآكل جدران المنازل وتصدعها
هذه التدخلات بدلاً من أن تعالج جذور المشكلة تحولت إلى وسيلة لتخفيف المباني المرتفعة ما يثير تساؤلات حول ما إذا كنا أمام تدخل للحفاظ على التراث أم لطمس المعالم الأثرية
إن حملات المسح وإزالة العلامات من مدخل المدينة بذريعة أنها تشوه المنظر العام ليست سوى محاولة لتشتيت الانتباه عن المشكلات الحقيقية مثل ضعف البنية التحتية وانهيار منظومات الكهرباء والمياه والاتصالات وغياب التمكين لأبناء المدينة
الحفاظ على المعالم التاريخية لا يكون بالشعارات بل بتمكين أهل شبام ليكونوا هم الحماة الحقيقيين لتراثهم بعيداً عن التدخلات المشبوهة التي تحركها مصالح مادية وفكر سياسي متشرذم لا يمت للغيرة الحقيقية بصلة









