استقالة بن حطيان تؤكد حقيقة الاحتلال وتنسف أوهام الشراكة والوحدة

حدث اليوم - مقال ◾علي الحاشية

أكدت استقالة بن حطيان استحالة قبول قوى صنعاء (في الشرعية) بمفهوم الدولة والشراكة واصرارها على ترسيخ مفهوم الاحتلال ومواصلة سياسة الإقصاء والتهميش ضد الكوادر الجنوبية

وكشفت للواهمين الجنوبيين استحالة أن تتخلى قوى صنعاء عن ممارسة الوصاية وثقافة الضم والإلحاق تجاه الجنوب وشعبه ، واستحالة أن تفي بالتزاماتها وتعهداتها بشراكة حقيقية بين الشمال والجنوب 

وإعادت إلى الأذهان ماتعرض له ضباط الجنوب من إقصاء وتسريح قسري عقب حرب 94 وما تلاها من مضايقات وتجريد من الصلاحيات والامتيازات وأساليب التطفيش والإذلال بحق الكوادر الجنوبية أجبرت الكثير منهم إلى ترك العسكرية،

تنفيذا لمخطط (خليك في البيت) للتخلص من كوادر الجنوب المدنية والعسكرية الذي دشنه نظام عفاش والاحمر عقب حرب 94 مباشرة بهدف الانفراد بالسلطة والثروة 

 كما اعادت إلى الأذهان مخطط الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي حصدت ارواح الآلاف من ضباط الأمن والجيش الجنوبي خلال الـ 30 عام الماضية والتي كان هدفها ومازال إفراغ الجنوب من الكفاءات والكوادر والضباط والقادة ليسهل إخضاع الجنوب وتطويعه واضعاف قدرته على الترتيب والتنظيم والتخطيط للنهوض والمقاومة واستعادة دولته وحريته واستقلاله 

كما تشير بوضوح إلى المصير الذي ينتظر أولئك الجنوبيين( الواهمين الجدد) الذين يقفون اليوم في صف قوى الاحتلال اليمني ضد تطلعات شعبهم في الجنوب، في ظل استمرار بقاء الاحتلال ( المسمى زورا وحدة). 

المصير الذي يعيد للأذهان مصير من سبقوهم من القيادات الجنوبية في 94 التي شاركت قوى صنعاء في غزوها للجنوب

مصير تغيب فيه الشراكة والندية بين الشمال والجنوب وتنحصر فيه الخيارات أمام القائد الجنوبي إلى خيارين لا ثالث لهما أمَّا الرضوخ لمحاولات تدجينه للقبول بشروط الاذعان والتبعية المطلقة لقوى الاحتلال اليمنية يحلل فسادها ونهبها لخيرات الجنوب وينفذ مؤامراتها وإرهابها ضد أهله ووطنه مقابل الفتات 

أو يرفض التدِّجين وعندها يكون عرضه

للمضايقات والإقالة ولتصفية الجسدية إن لزم الأمر

حقا ما أشبه الليلة بالبارحة

وما أحوج جيل اليوم من الواهمين الجدد للاستفادة من أخطاء واهمي جيل الأمس وعدم تكرارها

*علي الحاشي*