رؤية الوطن من زاوية بعيدة خلف الحدود يصنع أحكاماً غير واقعية

رؤية الوطن من زاوية بعيدة خلف الحدود يصنع أحكاماً غير واقعية

حدث اليوم - مقال |.   احمد السيد عيدروس

أخي العزيز الأستاذ عبدالكريم السعدي بأمكانك تغيير مقعدك لتحصل على رؤية أوسع 

مهما غير الشخص المتواجد خارج الوطن موقعه سيظل يملك زاوية وحيدة لرؤية الأحداث 

فلا يمكن لسياسي يشرب قهوة الصباح في شرفة شقته في القاهرة المطلة على نهر النيل إن يشعر بما يعانيه و يتجرعه المواطن في داخل الوطن ولا يمكن أن يعرف حجم المسؤلية والعقبات التي تقف في طريق القادة الذين في هرم السلطة وهنا لا نبرر الأخفاقات المستمرة للسلطة الحاكمة ولا حجم الفشل ولا الخضوع للإملآءات الخارجية والذي يضعهم تحت تهمة الأرتزاق

لكن يظل من تصدر المشهد الراهن وفي هذه الظروف الصعبة وتحمل عبئ المسؤلية يظل هذا الشخص أو المكون السياسي أكثر شجاعة وأكثر جدارة بثقة الشعب فلا يمكن أن يدخل هذه المغامرة الوطنية التي قد تحرق المستقبل السياسي لهذا الشخص أو هذا المكون إلا من يؤمن بأن الوطن يستحق التضحية  

كيف لو كنت يا أستاذ عبدالكريم أحد صناع القرار في البلاد و تتربع على منصب سيادي ماهي المساحة التي تملكها و تستطيع المناورة من خلالها لنفترض انك نائب لرئيس المجلس الرئاسي وتمثل الجنوب ماهو المتاح لك ماذا ستقدم أعتقد إن المنصب سيقيد طموحاتك أكثر من أن يحققها و ستجبر على تقديم التنازلات فهناك تدخل أقليمي ودولي واضح لا يدع مساحة كافية للتحركات الوطنية ولا يستطيع أي مكون سياسي الأعتراض فلا توجد بنية سياسية قادرة على خوض صراع مع دول الأقليم والوطن مكبل بالقيود الدولية جراء دخوله تحت البند السابع 

في الأخير أعتقد أن الرؤية للأحداث من خارج المعترك تظل رؤية محدودة من موقع شرفتك المطلة على النيل