عقول ملطخة
كتب / أماني الهلالي
عقول ملطخة، عقول خاوية، قرارات طفولية، مناصب مجزية لذوي الاحتياجات الاخلاقية.
فوضى عارمة واشباح تجول في مدينتي بملابس مزخرفة أسميتموها رمضانية.. تهاليل ومسابح بيد مهرج يستبيح الفقر ويحلل الجوع بسنن بدعية اسموها(أولي الأمر) أين كانت دياناتكم السماوية طيلة عام تشبعت فيه منازلنا شقاء؟ كفو عبثاً بعيشنا كفوا عويلاً باسم الوطن، انتم لاتنتمون إلينا ولاتشبهون ليالينا الطوال وأقلامنا التي تجف برسم جداول انقضاء مايحتاجه اليوم ..
لاتنتمون لبساطتنا وصبرنا..
آهاتكم لاتشبه آهاتنا.. لاتشبهون أوجاعنا ونحن نرى مستقبل أبناءنا لا وميض فيه ..
فقرٌ فكريٌ، أدبيٌ، علميٌ.. فقرٌ في الحب؛ في صلة الأرحام، في الأحلام، في حق الجوار.. ماعدنا نعرف إلا أقلاماً وأرقاماً وأياماً لاتنقضي، إلا بأمراضٍ نفسية وأنين يُبكي السماء..
من أفتى لكم بنهب بلادنا؟ من أباح لكم سفك حقوقنا؟
شرعتم لأنفسكم، إمتلاك حريتنا..
إنتهوا من تلويث هواء بلادي بسجائركم المستوردة، مدفوعة الثمن من دماء شبابنا..
شبابنا مصطفٌ في زوايا حوارينا، لاتعليم، لا ثقافة، لا أحلام.. لا اهداف.. براكين الجهل ستحرقكم أولاً أيها الحمقى..
أُخرست الضمائر ..
علينا أن نُخرس أفواه تشتهي العدل..
أو أن يدقوا أجراساً، مصدرها أقصى صدورنا ..
لففنا شهادات تخرُجِنا من جامعات، كُنا فيها أشبه بأثوار تدور بساقية، لا هي تيأس فتقف ولا هي ترى أملاً لمستقبلها.. هُدّمت أمالنا. سئمنا السكوت.. أولم تسأموا ياسادة؟
تُقمع إرادتنا لإشباع أهدافهم أللاّ محدودة ..
ويجوع أطفالنا ونحن ننتظر فتات ماتركوه لسلالاتهم ..
أصمتوا وإلا..
ماعُدتَ تستطيع ارعابي..
كفوا أنتم وإلاّ.